بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة من قلب مواطن يمني الى رئيسه واخوانه المعتصمين
مما لاشك فيه ان بلادنا الحبيبة في هذه الأيام تمُر بفترة عصيبة وان شعبها يحاول ان يكتب تاريخاً جديداً لها.
وهذا التاريخ الذي يحاول ان يصيغه شعب اليمن لانعلم كيف سيكون ؟؟؟؟؟؟؟؟
فإما يكن تاريخاً سعيداً يُدرس في جامعات الدول الأخرى بحيث تستفيد منه تلك الشعوب في حياتها وتعرف ان الشعب اليمني الذي استطاع ان يحقق وحدته في 22 مايو 1990م قد استطاع أيضا ان يحافظ عليها وان يبني بلاده من جديد بحيث أصبحت بلاده دولة مؤسسات على اساساً ديمقراطياُ وتداولاُ سلمياً للسلطة وبدون ان يخسر ماقد سبق وتحقق من مكتسبات.
او تاريخاً سيئاً يدُرس أيضاً في جامعات الدول الأخرى ليكون عبرة ودرساً على الممارسات الخاطئة التي حدثت في اليمن لتعرف تلك الشعوب كيف ان عدم توحد الشعب اليمني على كلمة واحدة واختلافه على كيفية التغيير قد أوصله الى خسران ما حققه من مكتسبات سابقة وكيف أدى ذلك الى انهيار دولة الجمهورية اليمنية وتحولها الى مجتمعات قبلية متناحرة .
ووفقاُ لهذا المقدمة وباعتباري مواطن يمني ولد وترعرع وتعلم في هذا الوطن ووفقاً لما كفله لي دستور الجمهورية اليمنية من حق في التعبير عن الرأي أتقدم بهذه المبادرة الى كل من له علاقة ببلدنا الحبيبة وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية اليمنية علي عبدالله صالح رئيس جمهورية 22 مايو 1990م وذلك على النحو التالي :
بداية لابد ان اعبر عن شديد إعجابي بمقولة فخامة رئيس الجمهورية عند اجتماعه مع مجلسي النواب والشورى في تاريخ / 2 / 2011م والتي قال فيها ((انه مستعد لتقديم التنازلات تلو التنازلات وانه لن يعاند او يكابر )) فتلك المقولة وما عقبها من تقديم مبادرات وتنازلات عكست حبه الشديد لليمن ولشعبه وخوفه عليه من الانقسام والتشرذم ؛
وليعلم فخامته ان له مكانة كبيرة في قلوب أهل اليمن على رغمُ من وجود ممارسات وسلوكيات خاطئة حدثت في مسيرة يمن 22مايو ، ولكن يا فخامة الرئيس من محبتي لك ولأبنائك الذين لم نسمع عنهم الا كل خير طوال فترة حكمك وحتى ألان اتقد م اليك بهذه المبادرة التي أتمنى ان تتقبلها مني بسعة صدراً رحب كما هو معروف عليك واعتقد ان فيها حل للوضع الراهن وذلك على النحو التالي :
حتى يمكن الخروج من هذا الوضع العصيب التي تمُر بها بلادنا الحبيبة لابد من مواجهة الحقيقتين التاليتين :
1- لابد ان يعرف فخامتكم ان الشعب لايهمه من يحكمه بقدر مايهمه من يحقق له الرخاء والعيش الرغيد والعدل والأمان والمواطنة المتساوية وخضوع جميع أفراده للقضاء العادل بحيث يخضع جميع أفراد المجتمع للقانون سواء كان هذا الفرد غني او فقير رئيس او مرؤوس مسئول او مواطُن .
2- لابد من الاعتراف بأن المظاهرات المطالبة برحيلكم في ازدياد يوماُ بعد يوم على الرغم من المبادرات المقدمة من فخامتكم .
سيادة الرئيس هذه الحقيقتين هي أساس مشكلة اليمن في الوقت الراهن وبالطبع فان الحقيقة الثانية هي نتجت بسبب الحقيقة الأولى فلو تم مواجهة الحقيقة الأولى وحلها فسوف ترى الشعب جميعه ملتفاُ حولك .
فالحل ليس بمراضاة قادة المعارضة او بالإعلان عن وظائف او بزيادة الضمان الاجتماعي بل ان هذه الحلول في اعتقادي انها تزيد الطين بله فالشباب لم يعد لديهم الثقة في قادة المعارضة او ان هذه الوظائف قد تكون من نصيبهم بشكل عادل اما بالنسبة لحالات الضمان الاجتماعي فمخصصاتها لا تغني ولاتسمن من جوع .
في اعتقادي ان الحل الحقيقي والجذري للمشكلة الاولى يتمثل في الاتي :
كما هو معروف في جميع انحاء العالم بل وعبر التاريخ القديم والجديد ان اساس الحكم هو القضاء القوي العادل .
فكل فرد في المجتمع او من خارج المجتمع عندما يجد ان حقوقه انتهُكت او سلبت يلجئ للقضاء لاستعادة حقه ومعاقبة من ظلمه ؛ وكل مجموعة تختلف على حقاً من الحقوق تلجئ للقضاء للفصل بينها .
وكل فاسد يفسد في الأرض فلا يكون معاقبته الا بواسطة القضاء .
فكل فرد في المجتمع او من خارج المجتمع عندما يثق بأن اليمن لديها قضاء مستقل وقوي ونزيه فلن يكن في حاجة للخروج في مظاهرة او اللجؤ الى العصبيات القبلية لأخذ او استعادة حقوقه .
ومن هُنا أوجه هذه التساؤلات :
- هل القضاء في بلدنا قضاءٍ مستقلاً و قوياً وعادلاً ؟؟
- هل المواطن اليمني يثق بعدالة وقوة القضاء اليمني ؟؟
- هل المستثمر الاجنبي يثق بعدالة وقوة القضاء اليمني ؟؟
- هل القاضي اليمني مقتنع انه يعمل في بيئة وظروف جيدة ؟؟
اسمح لي يا فخامة الرئيس ان أجيب على جميع هذه التساولات بأن اشرح لفخامتكم وضعية القضاء في اليمن :
يا سيدي ان القضاء في بلادنا وفقاُ للدستور هو قضاء مستقل قضائياُ ومالياُ وإداريا كما نصت عليه المادة ( ) من الدستور ؛ ولكن وضع القضاء اليمني في الواقع العملي والميداني مختلف اختلاف كبير ؟؟؟
فنجد ان بعض القضاة للاسف الشديد ممن لايخاف الله قد يحيد عن الحق في حكمه وقد يجامل طرف في قضية على حساب الطرف الاخر وهذا قد يرجع اما بسبب الإغراءات المالية او بسبب اتصالات وضغوط معينة قد يتلقاها من مسئولين نافذين في الدولة ؛ او خوفاً ان يكون هذا المسئول او ذاك له يد في الحركات القضائية او الترقيات .
اما القاضي النزيه والعادل في بلادنا للأسف الشديد يعُاني من شظف العيش فتراه في نهاية كل شهر لايستلم راتبه بسبب الديون التي عليه بل ان البعض منهم ترى ان وسيلة مواصلاته هي الباص الجماعي ابو ثلاثين ريال ؛
وترى ان اكبر قيمة يمكن ان يدفعها لشراء القات هي الف ريال بينما ترى القاضي المرتشي اقل تخزينه له تكون بعشرة الف ريال .
وما يزيد الطين بله ان تلاحظ ان امثال هذا القاضي لا يوجد دعم او تشجيع لهم من قبل مسئولي السلطة القضائية
وذلك بسبب ضعف الإمكانيات وقلة ميزانية السلطة القضائية .
أضف الى ذلك ان وزارة العدل لازال يدير أمورها المالية مدراء يتم تعيينهم من وزارة المالية ؟؟؟؟ وهو ما يشكل انتهاكاً للدستور .
خلاصة الأمر اذا اردنا ان تكون بلادنا دولة مؤسسات فعلينا بدعم القضاء ليكون فعلاً قضاء قوي ومستقل ليكون قادراً على حماية حقوق وحريات ومكتسبات الشعب ولن يتحقق ذلك الا من خلال الاتي :
1- يجب ان تكون ميزانية السلطة القضائية ما لايقل عن نسبة 10 % من ميزانية الدولة( عشرة بالمائة).
2- السماح للقضاة بصيغة القانون المنظم لعملهم .
3- الكف عن الإساءة الى القضاء في الصحف والإعلام .
4- عند محاسبة أي قاضي تكون المحاسبة اوالاقالة عبر مجلس القضاء وبشكلاً سري ولاحاجة لاعلان ذلك في وسائل الاعلام .
5- ضرورة اعتماد معيار الاقدمية والكفائة في عمليات التعيين في جميع وظائف القضاء .
6- ضرورة عقد مؤتمر سنوي لتكريم القضاة وموظفيهم ليس من اجل نزاهتهم فالاصل انهم جميعاً نزهاء ولكن لما حققوه من نسبة كبيرة في الفصل بالقضايا واعطائهم حوافز اضافية وتشجيعية على ذلك.
عند تحقيق ذلك سيرى الجميع ان القضاء قد انتقل نقلة نوعية وسيكون مفخرة لشعبة ولجميع الدول وهو ما سيجذب الاستثمارات من جميع دول العالم بما يحقق فتح مجالات جديدة وفرص عمل وتنمية حقيقية في البلاد.
بل وستختفي ظاهرة التقطع والثأر في البلاد نتيجة لهذا القضاء القوي والعادل .
كما اوجه رسالة الى جميع اخواني المعتصمين سواء في جامعة صنعاء او في ميدان التحرير او في جميع المحافظات اليمنية ؛ يا جماعة حرام وعيب نخرب بلادنا بأيدينا لماذا نحاول نقلد مصر وتونس في جميع تفاصيلهم لماذا ؟؟؟؟؟؟؟
يجب ان نستفيد من الوضع الحالي ومن رضوخ الرئيس علي عبدالله صالح لمطالب الاصلاح السياسي والاقتصادي يجب ان نلتقط الفرصة بدلاً من دخولنا في شعارات ومهاترات اعلامية ؛ يجب ان نتعاون جميعاً من اجل اليمن .من اجل الامن والامان والاستقرار . بدلاً من اصدار و توزيع شعارات التخوين وصكوك الوطنية .. .... يجب ان يعرف كل فرد في هذا المجتمع ان وطنيته تساوي وطنية ادنى فرد في هذا المجتمع وان الكل شركاء في هذا الوطن ؛ بل حتى شركاء في فساد الوطن واصلاحه .
لابد ان يعلم الجميع ان الوطن يدعوهم للبناء وليس للهدم ؛ الوطن بحاجة اليكم ؛ ولتتذكروا لحظات الفرح التي هتفتم فيها بأسم اليمن ؛
فلنتكاتف جميعناً يداً بيد في بناء البلاد واصلاحها وتطهيرها بحيث يساهم كل فرد في هذا الوطن من موقعه في تصحيح الممارسات والسلوكيات والاخلاقيات الخاطئة .
في اعتقادي ان المبادرات التي أعلنها فخامة رئيس الجمهورية تستحق ان نتعاطى معها وتعتبر خطوة تقدمية الى الامام ويجب علينا الوقوف جميعاً من اجل صنع فجر جديد وتاريخ ناصع البياض بما يسهم في خدمة البلاد ويجنب وطننا الغالي أي فتن قد تحدث لاقدر الله ؛ يجب ان نتعاطى مع هذه المبادرات ونناقشها لتكون بديلاً عن الخطوات الغير مدروسة والتي قد تدخل البلاد في مغامرة غير محسوبة وغير محمود عواقبها .
أسأل الله العلي القدير أن يجنب اليمن وشعبها الفتن والمحن وأن يجعل الرخاء والأمن والأمان نعمة لليمن وشعبها .
عبدالكريم عزي اسحاق المؤيد
مدير الشعبة الاستئنافية التجارية بمحافظة الحديدة
almooed@yahoo.com
www.almooed.maktoobblog.com
رسالة من قلب مواطن يمني الى رئيسه واخوانه المعتصمين
مما لاشك فيه ان بلادنا الحبيبة في هذه الأيام تمُر بفترة عصيبة وان شعبها يحاول ان يكتب تاريخاً جديداً لها.
وهذا التاريخ الذي يحاول ان يصيغه شعب اليمن لانعلم كيف سيكون ؟؟؟؟؟؟؟؟
فإما يكن تاريخاً سعيداً يُدرس في جامعات الدول الأخرى بحيث تستفيد منه تلك الشعوب في حياتها وتعرف ان الشعب اليمني الذي استطاع ان يحقق وحدته في 22 مايو 1990م قد استطاع أيضا ان يحافظ عليها وان يبني بلاده من جديد بحيث أصبحت بلاده دولة مؤسسات على اساساً ديمقراطياُ وتداولاُ سلمياً للسلطة وبدون ان يخسر ماقد سبق وتحقق من مكتسبات.
او تاريخاً سيئاً يدُرس أيضاً في جامعات الدول الأخرى ليكون عبرة ودرساً على الممارسات الخاطئة التي حدثت في اليمن لتعرف تلك الشعوب كيف ان عدم توحد الشعب اليمني على كلمة واحدة واختلافه على كيفية التغيير قد أوصله الى خسران ما حققه من مكتسبات سابقة وكيف أدى ذلك الى انهيار دولة الجمهورية اليمنية وتحولها الى مجتمعات قبلية متناحرة .
ووفقاُ لهذا المقدمة وباعتباري مواطن يمني ولد وترعرع وتعلم في هذا الوطن ووفقاً لما كفله لي دستور الجمهورية اليمنية من حق في التعبير عن الرأي أتقدم بهذه المبادرة الى كل من له علاقة ببلدنا الحبيبة وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية اليمنية علي عبدالله صالح رئيس جمهورية 22 مايو 1990م وذلك على النحو التالي :
بداية لابد ان اعبر عن شديد إعجابي بمقولة فخامة رئيس الجمهورية عند اجتماعه مع مجلسي النواب والشورى في تاريخ / 2 / 2011م والتي قال فيها ((انه مستعد لتقديم التنازلات تلو التنازلات وانه لن يعاند او يكابر )) فتلك المقولة وما عقبها من تقديم مبادرات وتنازلات عكست حبه الشديد لليمن ولشعبه وخوفه عليه من الانقسام والتشرذم ؛
وليعلم فخامته ان له مكانة كبيرة في قلوب أهل اليمن على رغمُ من وجود ممارسات وسلوكيات خاطئة حدثت في مسيرة يمن 22مايو ، ولكن يا فخامة الرئيس من محبتي لك ولأبنائك الذين لم نسمع عنهم الا كل خير طوال فترة حكمك وحتى ألان اتقد م اليك بهذه المبادرة التي أتمنى ان تتقبلها مني بسعة صدراً رحب كما هو معروف عليك واعتقد ان فيها حل للوضع الراهن وذلك على النحو التالي :
حتى يمكن الخروج من هذا الوضع العصيب التي تمُر بها بلادنا الحبيبة لابد من مواجهة الحقيقتين التاليتين :
1- لابد ان يعرف فخامتكم ان الشعب لايهمه من يحكمه بقدر مايهمه من يحقق له الرخاء والعيش الرغيد والعدل والأمان والمواطنة المتساوية وخضوع جميع أفراده للقضاء العادل بحيث يخضع جميع أفراد المجتمع للقانون سواء كان هذا الفرد غني او فقير رئيس او مرؤوس مسئول او مواطُن .
2- لابد من الاعتراف بأن المظاهرات المطالبة برحيلكم في ازدياد يوماُ بعد يوم على الرغم من المبادرات المقدمة من فخامتكم .
سيادة الرئيس هذه الحقيقتين هي أساس مشكلة اليمن في الوقت الراهن وبالطبع فان الحقيقة الثانية هي نتجت بسبب الحقيقة الأولى فلو تم مواجهة الحقيقة الأولى وحلها فسوف ترى الشعب جميعه ملتفاُ حولك .
فالحل ليس بمراضاة قادة المعارضة او بالإعلان عن وظائف او بزيادة الضمان الاجتماعي بل ان هذه الحلول في اعتقادي انها تزيد الطين بله فالشباب لم يعد لديهم الثقة في قادة المعارضة او ان هذه الوظائف قد تكون من نصيبهم بشكل عادل اما بالنسبة لحالات الضمان الاجتماعي فمخصصاتها لا تغني ولاتسمن من جوع .
في اعتقادي ان الحل الحقيقي والجذري للمشكلة الاولى يتمثل في الاتي :
كما هو معروف في جميع انحاء العالم بل وعبر التاريخ القديم والجديد ان اساس الحكم هو القضاء القوي العادل .
فكل فرد في المجتمع او من خارج المجتمع عندما يجد ان حقوقه انتهُكت او سلبت يلجئ للقضاء لاستعادة حقه ومعاقبة من ظلمه ؛ وكل مجموعة تختلف على حقاً من الحقوق تلجئ للقضاء للفصل بينها .
وكل فاسد يفسد في الأرض فلا يكون معاقبته الا بواسطة القضاء .
فكل فرد في المجتمع او من خارج المجتمع عندما يثق بأن اليمن لديها قضاء مستقل وقوي ونزيه فلن يكن في حاجة للخروج في مظاهرة او اللجؤ الى العصبيات القبلية لأخذ او استعادة حقوقه .
ومن هُنا أوجه هذه التساؤلات :
- هل القضاء في بلدنا قضاءٍ مستقلاً و قوياً وعادلاً ؟؟
- هل المواطن اليمني يثق بعدالة وقوة القضاء اليمني ؟؟
- هل المستثمر الاجنبي يثق بعدالة وقوة القضاء اليمني ؟؟
- هل القاضي اليمني مقتنع انه يعمل في بيئة وظروف جيدة ؟؟
اسمح لي يا فخامة الرئيس ان أجيب على جميع هذه التساولات بأن اشرح لفخامتكم وضعية القضاء في اليمن :
يا سيدي ان القضاء في بلادنا وفقاُ للدستور هو قضاء مستقل قضائياُ ومالياُ وإداريا كما نصت عليه المادة ( ) من الدستور ؛ ولكن وضع القضاء اليمني في الواقع العملي والميداني مختلف اختلاف كبير ؟؟؟
فنجد ان بعض القضاة للاسف الشديد ممن لايخاف الله قد يحيد عن الحق في حكمه وقد يجامل طرف في قضية على حساب الطرف الاخر وهذا قد يرجع اما بسبب الإغراءات المالية او بسبب اتصالات وضغوط معينة قد يتلقاها من مسئولين نافذين في الدولة ؛ او خوفاً ان يكون هذا المسئول او ذاك له يد في الحركات القضائية او الترقيات .
اما القاضي النزيه والعادل في بلادنا للأسف الشديد يعُاني من شظف العيش فتراه في نهاية كل شهر لايستلم راتبه بسبب الديون التي عليه بل ان البعض منهم ترى ان وسيلة مواصلاته هي الباص الجماعي ابو ثلاثين ريال ؛
وترى ان اكبر قيمة يمكن ان يدفعها لشراء القات هي الف ريال بينما ترى القاضي المرتشي اقل تخزينه له تكون بعشرة الف ريال .
وما يزيد الطين بله ان تلاحظ ان امثال هذا القاضي لا يوجد دعم او تشجيع لهم من قبل مسئولي السلطة القضائية
وذلك بسبب ضعف الإمكانيات وقلة ميزانية السلطة القضائية .
أضف الى ذلك ان وزارة العدل لازال يدير أمورها المالية مدراء يتم تعيينهم من وزارة المالية ؟؟؟؟ وهو ما يشكل انتهاكاً للدستور .
خلاصة الأمر اذا اردنا ان تكون بلادنا دولة مؤسسات فعلينا بدعم القضاء ليكون فعلاً قضاء قوي ومستقل ليكون قادراً على حماية حقوق وحريات ومكتسبات الشعب ولن يتحقق ذلك الا من خلال الاتي :
1- يجب ان تكون ميزانية السلطة القضائية ما لايقل عن نسبة 10 % من ميزانية الدولة( عشرة بالمائة).
2- السماح للقضاة بصيغة القانون المنظم لعملهم .
3- الكف عن الإساءة الى القضاء في الصحف والإعلام .
4- عند محاسبة أي قاضي تكون المحاسبة اوالاقالة عبر مجلس القضاء وبشكلاً سري ولاحاجة لاعلان ذلك في وسائل الاعلام .
5- ضرورة اعتماد معيار الاقدمية والكفائة في عمليات التعيين في جميع وظائف القضاء .
6- ضرورة عقد مؤتمر سنوي لتكريم القضاة وموظفيهم ليس من اجل نزاهتهم فالاصل انهم جميعاً نزهاء ولكن لما حققوه من نسبة كبيرة في الفصل بالقضايا واعطائهم حوافز اضافية وتشجيعية على ذلك.
عند تحقيق ذلك سيرى الجميع ان القضاء قد انتقل نقلة نوعية وسيكون مفخرة لشعبة ولجميع الدول وهو ما سيجذب الاستثمارات من جميع دول العالم بما يحقق فتح مجالات جديدة وفرص عمل وتنمية حقيقية في البلاد.
بل وستختفي ظاهرة التقطع والثأر في البلاد نتيجة لهذا القضاء القوي والعادل .
كما اوجه رسالة الى جميع اخواني المعتصمين سواء في جامعة صنعاء او في ميدان التحرير او في جميع المحافظات اليمنية ؛ يا جماعة حرام وعيب نخرب بلادنا بأيدينا لماذا نحاول نقلد مصر وتونس في جميع تفاصيلهم لماذا ؟؟؟؟؟؟؟
يجب ان نستفيد من الوضع الحالي ومن رضوخ الرئيس علي عبدالله صالح لمطالب الاصلاح السياسي والاقتصادي يجب ان نلتقط الفرصة بدلاً من دخولنا في شعارات ومهاترات اعلامية ؛ يجب ان نتعاون جميعاً من اجل اليمن .من اجل الامن والامان والاستقرار . بدلاً من اصدار و توزيع شعارات التخوين وصكوك الوطنية .. .... يجب ان يعرف كل فرد في هذا المجتمع ان وطنيته تساوي وطنية ادنى فرد في هذا المجتمع وان الكل شركاء في هذا الوطن ؛ بل حتى شركاء في فساد الوطن واصلاحه .
لابد ان يعلم الجميع ان الوطن يدعوهم للبناء وليس للهدم ؛ الوطن بحاجة اليكم ؛ ولتتذكروا لحظات الفرح التي هتفتم فيها بأسم اليمن ؛
فلنتكاتف جميعناً يداً بيد في بناء البلاد واصلاحها وتطهيرها بحيث يساهم كل فرد في هذا الوطن من موقعه في تصحيح الممارسات والسلوكيات والاخلاقيات الخاطئة .
في اعتقادي ان المبادرات التي أعلنها فخامة رئيس الجمهورية تستحق ان نتعاطى معها وتعتبر خطوة تقدمية الى الامام ويجب علينا الوقوف جميعاً من اجل صنع فجر جديد وتاريخ ناصع البياض بما يسهم في خدمة البلاد ويجنب وطننا الغالي أي فتن قد تحدث لاقدر الله ؛ يجب ان نتعاطى مع هذه المبادرات ونناقشها لتكون بديلاً عن الخطوات الغير مدروسة والتي قد تدخل البلاد في مغامرة غير محسوبة وغير محمود عواقبها .
أسأل الله العلي القدير أن يجنب اليمن وشعبها الفتن والمحن وأن يجعل الرخاء والأمن والأمان نعمة لليمن وشعبها .
عبدالكريم عزي اسحاق المؤيد
مدير الشعبة الاستئنافية التجارية بمحافظة الحديدة
almooed@yahoo.com
www.almooed.maktoobblog.com